فيلم المعضلة الاجتماعية The Social Dilemma نتفلكس | يكشف أسرار السوشيال ميديا
فيلم المعضلة الاجتماعية على شبكة نت فليكس يستعرض الوجه المظلم لشبكات التواصل الاجتماعي عبر شهادات لشخصيات ذات وزنٍ ثقيل وكانت تعمل في أقوى وأكبر الشبكات العالمية.
الفيلم يعرض نظرة عميقة ووصفها البعض بالمروّعة حول كيفية تعامل منصات التواصل الاجتماعي مع المستخدمين بمختلف أطيافهم وأعمارهم، وقوتها الضخمة في تشكيل الوعي العميق للإنسان والتأثير على توجهاته وسلوكه وإدمانه لاستخدام المنصات.
استضاف البرنامج شخصيات مرموقة كانت تعمل سابقاً في منصات فيسبوك، تويتر، انستغرام، يوتيوب، جوجل، وغيرها من الشركات.
المخرج جيف أورلوفسكي أجرى مقابلات مع مديرين تنفيذيين سابقين لهذه المنصات للخروج بخلاصة تقول إن أدوات الإنترنت تُسبب في الانهيار.
سرد هؤلاء كيف تتلاعب الشركات بالمستخدمين لتلبية أهدافها التجارية، والتأثير السيئ الذي تتركه وسعي الشركات لتصبح أكبر وأهم من الدول وحكوماتها.
تحدث الضيوف في الفيلم عن الخوارزميات المتطورة لرصد أدق تفاصيل حركات المستخدم، ثم إدارة حياته الرقمية ليكون في حوزة وقبضة الشركة لتتحكم في أخطر شيءٍ يمتلكه الإنسان.. الكلام عن أفكاره.
أحد اوائل المستثمرين في فيسبوك، يقول في شهادته إن روسيا لم تضطر لقرصنة شبكة فيسبوك عام 2016 للتأثير على الانتخابات الانتخابات الرئاسية الأميركية، بل استخدموا تقنية فيسبوك.
تايلر هيرسكو، المراسل المتخصص في تغطية الأحداث الإعلامية وخدمات البث، تحدث في مقالةٍ له أن الفيلم يكشف كيف تتلاعب وسائل التواصل الهادفة للربح بمستخدميها، وتساهم في انتشار نظريات المؤامرة وتؤثر على قضايا تتعلق بالصحة العقلية. وهذا حقاً ما نعانيه في بلادنا العربية.
وأحد المسئولين الضيوف في الفيلم الوثائقي ذكر معلومةً حساس حين قال إن الأخبار المزيفة والشائعات تنتشر ستة أضعاف عن الأخبار الحقيقية.
فمثلاً نظرية أن الأرض مسطحة وليست كروية، يروي الفيلم كيف أن صعود نجم هذه النظرية وانتشارها بين عددٍ كبير من الناس كان بسبب خوارزمية منصة يوتيوب التي أوصت بمقاطع فيديو المؤامرة للمشاهدين مئات الملايين من المرات.
أيضاً نظرية مؤامرة بيتزاغيت Pizzagate وهي نظرية مؤامرة من مؤيدي دونالد ترامب في 2016 وقت الانتخابات الأمريكية، وتدّعي أن هناك مؤامرة سرية من قبل “دولة عميقة” مفترضة ضد الرئيس ترامب ومؤيديه تتعلق بالاتجار في البشر، وهي نظرية ساهم موقع فيسبوك بترويجها بسبب خوارزمياته، ثم ثبت زيْفها ويرى أخصائيون أنها ساهمت بنجاح ترامب في الانتخابات.
فيلم المعضلة الاجتماعية وفق النقاد لا يُهاجم التقنية، ولا يحرض على هجرها كلياً، بل ينتقد طريقة استخدام التقنية وتطويعها لمصالح أنانية، حتى أن المدراء السابقين في الفيلم تحدثوا عن الجانب الإيجابي لمواقع التواصل الاجتماعي ودورها في تطوير حياتنا وتسهيل المهام وتقارب الناس من بعضهم، لكن ينتقدون تطويع الشركات هذه التقنيات لصالحها الخاص بشكلٍ يُؤذي المستخدم، مما يرفع من مستوى كآبة المراهقين وعزلتهم وضعف تواصلهم الإنساني والاجتماعي، حتى إذا ذهب أحدهم إلى الجامعة بات منطوياً على نفسه ولا يستطيع الوقوف أمام زملائه ليتحدث عن أفكاره ومشاريعه.