مشكلة آبل مع فيسبوك و تأثيرها على شكل الإنترنت في العالم
تفاصيل مشكلة ابل مع فيسبوك
أثارت مشكلة آبل مع فيسبوك مؤخرًا الكثير من الجدول التساؤلات وذلك بعد حذف علامة التوثيق الزرقاء من حساب شركة آبل مع نفي فيسبوك لهذه الأخبار. ثم تم تداول لاحقًا أنباء تفيد بأنّ تِيمْ كوك يُشهر سيف الحرب في وجه فيسبوك، حربٌ كانت مبطنة وبين السطر لكنها الآن خرجت إلى العلن وكل طرفٍ يُهاجم الآخر. سنوضح لكم في التقرير عبر رقمي tv تفاصيل مشكلة ابل مع فيسبوك وتأثيرها على الإنترنت في العالم.
أسباب مشكلة ابل مع فيسبوك
في شهر يونيو الماضي، عقدت آبل مؤتمرها للمطورين وأعلنت عن نظام التشغيل الجديد iOS 14، وقدمت خلال المؤتمر تطبيقاً أطلقت عليه “تتبع الشفافية” ويهدف إلى منح المستخدمين مزيداً من السيطرة والتحكم في بياناتهم الشخصية على أجهزتهم وحماية الخصوصية.
واشترطت آبل على كل مطور وصاحب تطبيق أن يكتب حرفياً ما هي المعلومات التي سيحصل عليها من الجهاز كي يعرف المستخدم ماذا سيُعرف عنه ويُؤخذ منه من بيانات، وهذا ينطبق على جميع التطبيقات من بينهم فيسبوك. ويستطيع المستخدم معرفة ما هي المعلومات التي سيصل إليها التطبيق.
اقرأ أيضًا: دعوى قضائية ضد فيسبوك قد تفرض عليها بيع انستجرام و واتساب
لماذا فيسبوك منزعجة من هذه الخطوة؟
للإجابة على هذا السؤال علينا أن نفهم أولاً كيف تعمل التطبيقات لتوزيع الإعلانات حسب الاهتمام لأنك بالتأكيد بحثت ذات يوم عن منتج مثل سيارة أو لاب توب أو ملابس، ثم انهالت عليك إعلانات فيسبوك وجوجل حول منتجات مشابهة.
كل مستخدم لديه ما يُعرف بـ IDFA وهو بمثابة رقم تعريفي تستخدمه الشركات للوصول إلى اهتمامات المستخدم واستهدافه من قبل إعلانات الشركات مثل فيسبوك حتى لو تنقلت بين مختلف التطبيقات ستظهر لك إعلانات فيسبوك وأنت تبحث عن هاتف معين، وتدفع الشركات سنوياً لفيسبوك المليارات بسبب نجاعة الإعلان لديهم.
تقنياً أعطت آبل المستخدمين لأجهزتها إمكانية إغلاق ال IDFA، وهنا شاط غضبُ فيسبوك ومعها شركات أخرى متضررة.
خطورة الموقف تجاه فيسبوك دفعها لإطلاق حملة إعلانية دعائية ضد آبل، ونشرت إعلانات في الصحف، وانهمرت دموع فيسبوك في الإعلان وهي تقول إن هذه الخطوة مؤذية جداً إلى أصحاب الشركات والمشاريع الصغيرة والمتوسطة الذين لن يستطيعوا الوصول إلى المستخدمين بنفس المستوى الواسع سابقاً وتطالب آبل أن تُلغي هذه الخاصية.
آبل بدورها لم تصمت، وخرج رئيس الشركة تِيمْ كوك ليقول في تغريدة عبر تويتر إن هذه الميزة ستمنح الناس مزيداً من الخصوصية والوعي.
لكن آبل خففت من حدة الصراع المحتدم بقرار تأجيل نشر التطبيق الجديد حتى مطلع 2021 لمنح مطوري فيسبوك المزيد من الوقت، وقالت المسئولة في آبل “جين هوفارث” إن فيسبوك لا تخفف نيتها جمع أكبر قدر ممكن من البيانات، واتهمت فيسبوك بالاستهتار المستمر بخصوصية المستخدم.
كان من المتوقع أن تُعاقب فيسبوك آبل بحذف تطبيقها من أجهزة iOS، ولكن مع كل هذه المعركة الطاحنة، لازال هناك مجالٌ لتسوية الأمر حتى لو كان بالغرف المغلقة، وهذا ما اعتدنا عليه حين تتضارب مصالح الشركات.
اقرأ أيضًا: الإصدار التجريبي iOS 14.4 يجلب تحديثات بشأن الخصوصية
من صاحب الحق في مشكلة ابل مع فيسبوك ؟
لا يوجد إجابة سهلة وجاهزة لهذا السؤال، البديهي القوْل إن آبل مُحقة ومنحت المستخدم خصوصية أفضل من السابق وقدمت له الحماية من تجسس الشركات إن صحّ التعبير.
لكن وقف التتبع الكامل من التطبيقات للمستخدم سيجعل استخدام مواقع التواصل أكثر عشوائية وأقل دقةً وانضباطاً وتوقع أن تظهر لك منشورات وإعلانات لا علاقة لها باهتماماتك.
وهنا يلفتُ النظر تعليقاً ورد على تغريدة تم كوك التي هاجم بها فيسبوك، وجاء في الرد أن: “استخدام فيسبوك مجاني، بينما آبل ليست كذلك، لقد دفعتُ أكثر من 1000 دولار مقابل جهاز iPhone، كما تفرض Apple رسومًا على مطوري التطبيقات بنسبة 30%”.
وهذا ما يدفعنا للتساؤل ، هل دوافع آبل هي فعلاً حماية المستخدم؟ أم خطوة لأغراض استثمارية بهدف رفع مستوى المبيعات؟ أخبرونا عبر التعليقات.