في نهاية شهر مارس انتقد الرئيس التنفيذي لشركة تسلا ايلون ماسك تويتر، وبعدها بأيام.. يعلن استحواذه على 9% من الشركة، ليكون أكبر مساهم خارجي في أسهم وسائل التواصل الاجتماعي.
ايلون ماسك يشتري تويتر
وتبلغ قيمة الحصة 2.89 مليار دولار استنادا إلى سعر إغلاق تويتر يوم الجمعة الماضي، والآن يصل عرضٌ جديد من ماسك لشراء شركة تويتر بقيمة 43 مليار دولار. الأمر الذي رفع قيمة سهم تويتر بعد هذا العرض بنسبة 38%.
ورغم ذلك رفض الرجل الانضمام لمجلس إدارة الشركة عقب شراء هذه الأسهم من تويتر.
هذا العرض من ماسك أثار غضب الأمير السعوديّ الوليد بن طلال والذي يمتلك حصةً في تويتر، وكتب في تغريدةٍ له وقال لا أعتقد أن العرض المقترح من إيلون ماسك لشراء تويتر مقابل 54.20 دولارا للسهم يقترب من القيمة الجوهرية للسعر بالنظر إلى آفاق نموه…. كوني أحد أكبر المساهمين في تويتر، أرفض هذا العرض”.
وهنا لجأت إدارة شركة تويتر إلى تدابير دفاعية لمواجهة رغبة الملياردير ماسك في الاستحواذ على الموقع، وتبنى مجلس الإدارة “خطة محدودة المدة لحقوق حاملي الأسهم” التي تُعرف أيضا بـ”حبة السم”.
وتحظر هذه الخطة شراء مالك واحد أكثر من 15 في المئة من أسهم الشركة وذلك من خلال توفير فرص أمام المستثمرين لشراء أسهم إضافية بسعر مخفض.
لكن السؤال: ما السبب الحقيقي والخفي لشراء ايلون ماسك هذه الحصة في تويتر؟
مقارنةً بمواقع التواصل الاجتماعي الأخرى ، فإن Twitter أقل انتشاراً رغم تأثيره الكبير، وكان تويتر محل انتقاد من قبل المستثمرين لآنه يفشل في استثمار إمكاناته الكاملة، ولم يحقق عائدات مالية ضخمة مثل فيسبوك أو يوتيوب، لكن عرض الشراء الكامل من ماسك يوضح قيمة الموقع الحقيقية وتأثيره الكبير، وحتى لو كان عرضه الثاني والكبير وهمياً، فهذا يؤكد أنه يريد استعراض قوته وتأثيره للضغط على تويتر لإدارة المنصة كما يرغب، وهو نفس السبب الذي يجعله مهمًا للسياسيين مثل الرئيس السابق دونالد ترامب الذي يقول ما يريد على المنصة دون عواقب.
فبالنسبة للسياسيين وقادة الأعمال والمشاهير والصحفيين ، يعد تويتر منصة رئيسية لتضخيم رسائلهم ونشر رواياتهم. فالمسألة بالنسبة لماسك ليست ربحية واقتصادية، بقدر ما تتعلق بعنصر الهيمنة ونشر وجهة النظر، وحينما سألوه على منصة TED عن رغبته بشراء أسهمٍ في تويتر، قال إن الأمر لا يتعلق بالاقتصاد والأرباح، فالقيمة الاجتماعية والسياسية لتويتر أكبر من سعر السهم.
بالتالي ماسك يعرف سعر أسهم تويتر لا يناسب قيمته الحقيقية من حيث التأثير في العالم.