عاصفة شمسية تسحق 40 قمرًا صناعيًا من “سبيس إكس” بالفضاء الخارجي!
40 قمرًا من أقمار سبيس إكس حول الأرض تتحطم بفعل عاصفة شمسية جيو-مغناطيسية
تُعتبر شركة “سبيس إكس” من أبرز الشركات التي ترسل الأقمار الصناعية إلى الفضاء الخارجي، حيث إنها تمتلك حواليْ 1915 قمرًا من ستارلينك تدور حول الأرض.
ومن المتعارف عليه أن الفضاء الخارجي المحيط بالأرض مليء بالأقمار الصناعية من مختلف الشركات والحكومات من أجل أغراض متباينة كالدراسات الفلكية والأرصاد والإنترنت والتصوير والأغراض العسكرية وما إلى ذلك.
ولكن حدثًا بارزًا قلب الدنيا بالأمس بعدما أعلنت شركة “سبيس إكس” أن عاصفة جيو-مغناطيسية أرضية نجمت عن تدفق إشعاعي ضخم من الشمس قامت بتدمير حواليْ 40 مِن أصل 49 قمرًا قامت الشركة بإطلاقهم ضمن شبكتها الخاصة باتصالات الإنترنت “ستارلينك”.
وأضافت أنّ تلك الأقمار كان مصيرها العودة إلى الغلاف الجوي والاحتراق ، والباقي منها سوف يلاقي نفس المصير المحتوم. وقد أكدت الشركة أن أحدث أسطول لها من الأقمار الصناعية قد خرج من المدار، بعد أن ضربته عاصفة شمسية.
بيان شركة سبيس إكس حول الأقمار الصناعية المدمرة
وذكرت الشركة في بيان رسمي لها أن الحادث وقع منذ أيام: “هذه العاصفة ضربت الأقمار يوم الجمعة الرابع من فبراير، بعد يوم من إطلاقها إلى مدار منخفض –بشكل مؤقت- على ارتفاع حوالي 210 كيلومترات (130 ميلا) من الأرض.
وهذه الأقمار تدور بشكل اعتيادي في مثل تلك المدارات المنخفضة في البداية حتى يتسنى لها السقوط والعودة سريعًا وبسلام إلى الأرض والاحتراق عند الدخول إذا تم رصد عطل أثناء عمليات الفحص الأولي للنظام”.
وتجدر الإشارة إلى أن شركة “سبيس إكس” تطلق تلك الأقمار عمدًا في هذا المدار المنخفض، بحيث يمكن لأيّ قمر به خلل ولا يعمل أن يدخل الغلاف الجوي بسرعة دون أن يشكل أيّ تهديد للمركبات الفضائية الأخرى.
ووفقاً لما نشرته الشركة، لا توجد أية أخطار من سقوط هذه الأقمار الصناعية الجديدة، سواء في المدار أو على الأرض، فيما يشار إلى أن كل قمر صناعي يزن أقل من 260 كيلوغرامًا.
غير أن الشركة نفسها لم تفسر موقفها إذا كانت قد توقعت بالفعل قساوة وشدة ظروف الطقس الفضائي التي تعرضت لها أم لا، والتي نجمت عن عاصفة شمسية قبل ذلك بأيام قليلة عندما أطلقت أحدث دفعة من أقمارها الصناعية التي كانت تضم 49 قمرًا.
ووفقًا لما جاء في بيان “سبيس إكس”، فقد زادت سرعة وشدة العاصفة الشمسية من كثافة الغلاف الجوي بشكل كبير عند مدار الأقمار الصناعية المنخفض، مما تسبب في زيادة حدة الاحتكاك أو السحب وأدى لتدمير 40 منها على الأقل.
وتضيف الشركة : “إن مشغلي شبكة ستارلينك حاولوا توجيه الأقمار إلى وضع آمن للتحليق بشكل يسمح بتقليل السحب، إلا أن تلك الجهود أخفقت مع معظم الأقمار الصناعية، مما دفعها للانزلاق إلى مستويات أدنى من الغلاف الجوي حيث احترقت عند العودة”.
وصرح الدكتور “جوناثان ماكدويل” عالم الفلك في مركز (هارفارد و سميثسونيان للفيزياء الفلكية) بأن هذا الحادث يشكل أكبر خسارة جماعية لأقمار صناعية بسبب عاصفة مغناطيسية واحدة.
وأضاف العالم الأمريكي : “هذا أمر لم يسبق له مثيل، أعتقد أن هذه أكبر خسارة منفردة من الأقمار الصناعية بسبب عاصفة شمسية، وأول تعطيل جماعي لأقمار نتيجة زيادة كثافة الغلاف الجوي”.
ثم أردف القول: “يوجد حاليا إجمالي 1915 قمرًا صناعيًا من ستارلينك في المدار، لذا بالنسبة إلى سبيس إكس فإن خسارة ما يصل إلى 40 قمرًا ليست مشكلة كبيرة، وهي تدور حول الأرض وتوفر خدمة الإنترنت إلى الأركان البعيدة من العالم، كما أنها تدور على ارتفاع أكثر من 550 كيلومترًا”.
وكان الشركة “سبيس إكس” قد ذكرت أن وحدات التحكم الأرضية حاولت الحفاظ على الأقمار الصناعية المدمجة ذات اللوحة المسطحة، عن طريق وضعها في نوع من السبات وتحريكها بطريقة تقلل من قوة السحب، لكن قوة السحب في الغلاف الجوي كانت كبيرة للغاية، وفشلت الأقمار الصناعية في العمل والصعود إلى مدار أعلى وأكثر استقرارًا، فتحطمت واحترقت.
يُذكر أخيرًا أن “سبيس إكس” أطلقت شركة صواريخ الفضاء التي تتخذ من لوس أنجلوس -بالولايات المتحدة الأمريكية- مقراً لها والتي أسسها الملياردير الشهير “إيلون ماسك”، وأطلقت الشركة مئات الأقمار الصناعية الصغيرة إلى المدار منذ عام 2019 في إطار شبكة ستارلينك لخدمات الإنترنت فائق السرعة.
اقرأ أيضًا ..
تشغيل الشمس الاصطناعية بـ 5 أضعاف حرارة الشمس الحقيقية .. ولكن !!
ما رأيك فيما حدث للأقمار الصناعية؟
Jade