الشبكات الإجتماعية

انستغرام و حظر المحتوى الفلسطيني الأمر ليس جديدًا ما هي القصة؟

منصات التواصل الاجتماعي وحظر المحتوى الفلسطيني

في ظلّ تطور وسائل التواصل الاجتماعي، وتأثيرها على الرأي العام، يتم استخدامها في العديد من الحروب، ففي بعض الأوقات يتم استخدام مصطلح “الذباب الإلكتروني” للتعبير عن اللجان الإلكترونية التي تسعى لتضليل المستخدمين عن طريق عملٍ منظّم يتم استخدام التقنيات الحديثة فيه، وعلى الجانب الآخر، تمارس منصّات التواصل الاجتماعي ومن ضمنها انستغرام حربًا ضد المحتوى وخاصة تعمل على حظر المحتوى الفلسطيني بكافة أشكاله.

تفاصيل حظر المحتوى الفلسطيني

لم تبدأ الحكاية بقيام انستغرام بـ حظر المحتوى الفسطيني المتعلّق بالأحداث الأخيرة التي حدثت في حي الشيخ جرّاح في القدس وأحداث المسجد الأقصى، بل يمارس الموقع هذا الدور منذ فترة طويلة، قبل عدّة أشهر، وجدت النجمة الأمريكية من أصول فلسطينيّة بيلا حديد نفسها ضحية لرقابة إنستغرام ضد المنشورات المؤيدة لفلسطين بعد أن نشرت قصّة على إنستغرام تظهر جواز سفر والدها الفلسطيني.

جيث أرفقت حديد الصورة مع تعليق وقالت: “أنا فخورة بكوني فلسطينيّة”، وشجّعت باقي المستخدمين بمشاركة صور مماثلة لها، بعد ذلك، قام انستغرام بإزالة الصورة التي قامت بيلا حديد بمشاركتها لانتهاكها سياسات الشركة وفقًا لـ Instagram، حيث أخطرت الشركة حديد بأنّها تزيل المحتوى الذي يتضمن “العنف المصور” أو “خطاب الكراهية والتحرش والبلطجة” أو “العري والنشاط الجنسي”.

وردّت حديد على حذف القصّة بالقول: “أزال انستغرام صورة جواز سفر والدي الأمريكي وعليه مكان مولده فلسطين”، متسائلة “كيف يمكن أن تعتبر فخرها بمسقط رأس والدها فلسطين تنمرًا أو مضايقة أو عُريًا؟”.

وأضافت: “لا يجوز لنا أن نكون فلسطينيين على إنستغرام؟ هذا هو التنمر بالنسبة لي، لا يمكنكم محو التاريخ عن طريق إسكات الناس”.

وتعليقًا على الموضوع، قام أحد ممثلي فيس بوك بالرد على حديد وقال: “نحن لا نسمح للأفراد بنشر معلومات شخصية كأرقام جوازات السفر على إنستغرام، وفي هذه الحالة، تم حجب رقم جواز السفر ولم يكن من المفترض إزالة هذا المحتوى”،وبعدها قام الموقع بإعادة المنشور والاعتذار من بيلا حديد بسبب ما حدث وما اعتبره الموقع “خطأ” وفقًا لتعبيره.

عادت قصة حظر المحتوى الفلسطيني بعد أحداث الشيخ جراح في القدس، ومع تصاعد القمع والعدوان ضد الفلسطينيين في الأيام الأخيرة، لجأ الكثيرون إلى Instagram وغيره من تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي الرئيسية للإبلاغ عن العنف في محاولة لزيادة الوعي.

ومع ذلك، ما تبع ذلك مفاجئًا، حيث بدأ المستخدمون على Instagram بملاحظة أنّ القصص والمنشورات المتعلقة بفلسطين تم حذفها بواسطة المنصة، حتى أن البعض أبلغ عن رسائل مباشرة كانت تختفي.

وسرعان ما أعقب عمليات الحذف رد فعل قوي من قبل المؤثرين العالميين الذين تضامنوا مع فلسطين، وردّ آدم موسيري، رئيس Instagram، على Twitter، مشيرًا إلى وجود “خطأ تقني” هو سبب المشكلة.

اقرأ أيضًا.. انتبه! قد تكون معجبًا بصفحة فيس بوك تدعم تهويد القدس بدون علمك

وقالت منى اشتية، مديرة المناصرة المحلية للمركز العربي للنهوض بوسائل التواصل الاجتماعي، إنّ تصريح موسيري غير موثوق، وأوضحت أيضًا أنهم ما زالوا يتلقون تقارير عن حظر المحتوى الفلسطيني وحالات تعليق حسابات مؤيدة لفلسطين وإلغاء محتوى عبر تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي.

منى الكرد، صحفية فلسطينية لديها أكثر من 800 ألف متابع على Instagram، كانت من بين أولئك الذين ينشرون تحديثات متكررة تَعرضُ العنف الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في الأيام الأخيرة قبل حذف حسابها فجأة من Instagram.

عندما تمت استعادة حساب منى، قال متحدث باسم Instagram إنه تمت إزالة الحساب عن طريق الخطأ، على الرغم من أن هذا الخطأ كان منفصلاً عن “الخطأ الفني” الذي تسبب في اختفاء قصص العديد من مستخدمي Instagram.

إزالة حساب منى الكرد ليست حادثة منعزلة أيضًا، وجد موقع حملة وهو موقع متخصص برصد الانتهاكات على مواقع التواصل الاجتماعي، أنّ 81٪ من طلبات إسرائيل لإزالة المحتوى قد تم قبولها من قبل فيسبوك، حيث تفاخر وزير العدل “الإسرائيلي” بأن شركات وسائل التواصل الاجتماعي ومحركات البحث تمتثل لما يصل إلى 95٪ من طلبات “إسرائيل” لحذف المحتوى.

من ناحية أخرى، وجدت حملة في عام 2017 أن “الإسرائيليين ينشرون كل 46 ثانية تعليقًا عنصريًا أو تحريضًا ضد الفلسطينيين والعرب” مع استجابة قليلة أو معدومة من الشركات لتنظيم هذا المحتوى كما تعمل على حظر المحتوى الفلسطيني.

يذكر تقرير حملة أن “المستخدمين الفلسطينيين بدأوا في إعادة كتابة الكلمات التي غالبًا ما يتم وضع علامة عليها بواسطة الخوارزمية باستخدام الرموز أو الأرقام أو المسافات أو الأحرف الإنجليزية” لتجنب إزالة محتواها، وسواء تم حظر المحتوى الفلسطيني بسبب خطأ، أو بسبب الرقابة المنهجية، نحن بحاجة إلى محاسبة المنصات.

برأيك هل تقوم المنصات الاجتماعية بحظر المحتوى الفلسطيني بشكل متعمد؟ شاركنا رأيك في التعليقات.

زر الذهاب إلى الأعلى