بلغ عدد اتصالات شبكة الجيل الخامس النشطة حول العالم 63.6 مليون اتصالاً اعتباراً من الربع الأول من عام 2020، بزيادة قدرها 308٪ عن الربع الأخير من عام 2019.
كما هو الحال مع معظم التغييرات، ستواجه شبكة الجيل الخامس تحديات جديدة، ولكن أيضاً لها فوائد لا تعد ولا تحصى. سيكون المستفيد الأكبر هو قطاع الرعاية الصحية، حيث لاحظت دراسة أجريت عام 2017 أن “تقنية الجيل الخامس اللاسلكية، جنباً إلى جنب مع التقنيات الناشئة المصاحبة، ستدعم أنظمة الرعاية الصحية العالمية في المستقبل القريب”.
يتطلب قطاع الرعاية الصحية تدفقاً حراً للبيانات عبر أنظمتها المحوسبة. لهذه الأغراض، تقدم خدمة الجيل الخامس ثلاث مزايا رئيسية تفوق الجيل الرابع وهي سرعة تنزيل أسرع، وعرض نطاق ترددي أكبر، والأهم من ذلك، زمن انتقال أقل. لذا سيوفر وقت استجابة منخفض للمستخدمين واتصالاً ثابتاً والقدرة على تجميع البيانات وحسابها بسرعة وترجمة الذكاء الاصطناعي إلى عملية صنع القرار في الوقت الفعلي.
تخزين وتبادل قوي للبيانات
قطاع الرعاية الصحية هو مستخدم مُكلف للبيانات، حيث يشير مقال في مجلة New England Journal of Medicine إلى أن ما يصل إلى 30 ٪ من البيانات المخزنة في العالم يتم إنشاؤها في خدمة الرعاية الصحية، حيث يكلف المريض الواحد حوالي 80 ميغابايت كل عام في بيانات السجلات الطبية الإلكترونية. يسمح تحديث الخدمات إلى شبكة الجيل الخامس في المستشفيات والأنظمة الصحية بالتقاط البيانات ونقلها وإدارتها في الوقت الفعلي، وخاصة ملفات التصوير الكبيرة.
وفقاً لجمعية صناعة الاتصالات الخلوية، “يمكن أن تستغرق عمليات نقل الصور وقتًا طويلاً. ستعالج شبكة الجيل الخامس هذه المشكلة من خلال السماح بنقل أسرع حتى لأكبر ملفات الصور، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي. سيكون هذا مهماً بشكل متزايد لأن مراكز الرعاية الطبية والخدمات الطبية توافق على المزيد من الإجراءات لجراحة العيادات الخارجية، حيث يعد التصوير الدقيق أمراً بالغ الأهمية لاتخاذ القرارات الجراحية.
تحسين القدرة على مساعدة المرضى في الحصول على الرعاية
تتوقع رابطة الكليات الطبية الأمريكية أن الولايات المتحدة ستواجه نقصاً يصل إلى 104,900 طبيب بحلول عام 2030. هذه مشكلة حادة بشكل خاص في المناطق الريفية، حيث لديها عدد محدود من مقدمي الخدمات الطبية.
ستسمح شبكة الجيل الخامس للمرضى المعاقين أو الذين يفتقرون إلى وسائل النقل أو الذين يعانون من مرض شديد لدرجة عدم تمكنهم من زيارة مكتب الطبيب سيعتمدون على خدمات الرعاية الصحية عن بُعد للتواصل بشكل أسرع مع أطبائهم. هناك أيضاً التدخلات الجراحية عن بعد، حيث يمكن للجراحين المتخصصين الموجودين على بعد آلاف الأميال من قسم الجراحة أن يجروا عمليات جراحية عن بُعد باستخدام الروبوتات.
مشاركة المرضى
تُظهر مجموعة كبيرة من الأدلة أن الأجهزة القابلة للارتداء مثل أجهزة تنظيم ضربات القلب تزيد من مشاركة المرضى في صحتهم. بحلول عام 2023، سيستخدم ما يقدر بنحو 5 ملايين شخص الأجهزة القابلة للارتداء.
مع شبكة الجيل الخامس، يمكن للأفراد التعاون بشكل أوثق مع أطبائهم عن طريق إرسال البيانات عن بعد للعلامات الحيوية (مثل معدل ضربات القلب ومستويات الجلوكوز). تسمح أجهزة المراقبة والإنذار المبكر لللأطباء بالعمل بكفاءة أكبر، مما يوفر الوقت والموارد للمرضى الأكثر حاجةً للرعاية.
موثوقية أكبر
مع التركيز على السرعة ووقت الاستجابة، هناك خطر تجاهل الموثوقية، ولكن الاستفادة من شبكة الجيل الخامس للعمليات الجراحية في الوقت الفعلي واتخاذ القرارات الطبية يوضح سبب أهمية الموثوقية.
تشير شركة إريكسون، وهي شركة اتصالات رئيسية في تسويق الجيل الخامس، إلى أنه يجب أن تمتد الواجهة والوصول إلى ما هو أبعد من تلك الموجودة في الأجيال السابقة من اتصالات الهاتف المحمول، مع سعة هائلة للنظام، وزمن انتقال منخفض للغاية، وموثوقية وتوافر عاليين، وطاقة منخفضة للجهاز بالمقارنة مع الجيل الرابع، الذي كان يركز في النهاية على تقديم المحتوى على الأجهزة المحمولة مثل الهواتف الذكية.
ستزداد الموثوقية عندما تنتقل شبكة الجيل الخامس من النطاق المتوسط للمستوى اللاسلكي إلى تقنية الموجة المليمترية الأعلى. سيؤدي هذا أيضاً إلى زيادة استخدام الواقع المعزز ونقل البيانات مثل الصور ومقاطع الفيديو.
بالطبع، ستتطلب شبكة الجيل الخامس المزيد من الأبراج الخلوية، مما يتيح استهدافاً أكثر دقة لمواقع المستخدمين. ولكن من المحتمل أن تتفوق السياسة على التكنولوجيا في هذا المجال، ومن المرجح أن تطور الحكومة أدوات وضمانات لحماية خصوصيات المستخدم.
برأيك هل ستحقق الرعاية الصحية أكبر فائدة من شبكة الجيل الخامس عندما تصبح منتشرة، أم أن الشبكات الموجودة حالياً تفي بالغرض .. شاركنا بتعليق