الشركات التقنية مستمرة في الإستثمار بسوق الأجهزة اللوحية سنة بعد سنة، هواوي واحدة من الشركات المنافسة بجدية في هذا السوق وتبهرنا بأجهزة قوية تغري المستخدم عن التخلي على الحواسيب المحمولة والإنتقال لإستعمال أجهزتها اللوحية، الأخيرة تطورت بشكل ملحوظ ونضجت بطريقة تجعلها أكثر مرونة وسلاسة في الإستعمال المحمول مقارنة مع أجهزة اللابتوب … على هذا المنوال نجد هواوي ميت باد برو، أحدث تابلت أصدرته هواوي مؤخرا … فهل يستطيع حل المعادلة الصعبة بالحصول على أعلى أداء وأجمل تصميم بسعر منافس، لنرى سويا في رأي رقمي …
مراجعة هواوي ميت باد برو
التصميم :
أجهزة هواوي بمختلف أنواعها معروفة بالبساطة والفخامة، و ميت باد برو ليس استثناء، الهيكل المعدني ذو اللون المطفي والممتد من كافة الظهر حتى الإطارات يعطي للتابلت أناقة وفخامة مع احساس واضح بمتانة الجهاز وتحمله للخدوش والصدمات الغير مقصودة. زوايا الجهاز ليست حادة بل دائرية وهذه نقطة جيدة من عدة نواحي، بالموازاة أن مظهر الجهاز يبدوا أكثر عصرية هذا النوع من الزاويا أيضا يحد من خطر السقوط يمتص نسبة الخسائر ولو بنسبة قليلة.
في الخلف وحدة الكاميرات الدائرية من الأمور التي تلفت الإنتباه في التابلت، تصميم جميل ويصب نقطة ايجابية لهواوي عدم اتباع ترند الكاميرات المربعة ما يصحبه تشابه كبير بين الأجهزة وانعدام الهوية الخاص بكل شركة.
بالأمام الشاشة تغطي كافة الواجهة الأمامية تقريبا مع حواف نحيفة جدا تحيط بها، الزاوية اليمين في الأعلى جاءت مع ثقب صغير يمثل الكاميرا الأمامية، يظهر بشكل واضح أن الشركة تحاول منح المستخدم أكبر مساحة ممكنة للتعامل مع الشاشة والمعلومات المعروضة عليها دون أي أجزاء شاغرة بدون سبب.
ما لمسناه من فخامة وأناقة في التصميم والمصنعية لم يؤثر البته على وزن الجهاز، بل بالعكس … الوزن الخفيف من خصائص التابلت، الشركة على علم أن الفئة المستهدفة أغلبها طلاب أو رواد أعمال أو أيضا صناع محتوى ويحتاجون للتنقل بكثرة دون أوزان زائدة تعرقل مسار الروتين اليومي، لذى قدمت للمستخدم كل ما يحتاجه في جسم لايتجاوز وزنه 449 غرام.
لو اعتبرنا الوضعية العادية للتابلت هي الرأسية فسنجد زر الطاقة في الأعلى وأزرار خفض ورفع الصوت على اليمين، على اليسار مدخل شريحة الإتصال، وفي الأسفل مدخل الشحن من نوع C. توجد أيضا ست مخارج للصوت موزعة بجانبي الأعلى والأسفل وأربع ميكروفونات.
أبعاد الجهاز بالوضعية الرأسية جاءت على النحو التالي :
الطول: 24.92 سم
العرض: 16.04 سم
السماكة:5.9 ملم
والوزن: 449 غرام
ختاما في هذا القسم انطباعنا تجاه التصميم كان مرضي بدرجة كبيرة، الوزن الخفيف ونحافة الجهاز
والتصميم الفخم وحتى المصنعة المتينة تجعل ميت باد برو يأخذ علامة كاملة في التصميم والمصنعية.
الشاشة والصوت:
ما قلناه عن الإستغلال الذكي للواجهة ينعكس بوضوح عند التعامل مع الشاشة، لوحة أوليد الكبيرة ذات مقاس 11 انش تستغل 92% من نسبة الواجهة، مع دقة عالية تبلغ 2560 × 1600 بكسل، هذه الأرقام كلها تترجم لبيئة عمل مريحة للمستخدم للتعامل مع المعلومات والمهام المعروضة على الشاشة، الإستحواذ الكامل على الواجهة يجعل التعامل مع المهام المتعددة والنوافذ المقسمة أكثر راحة وسلاسة، كذلك المهتمين بتحرير الصور سيتمتعون بجودة عرض ممتازة بفضل الألوان الواقعية والواضحة، الشاشة قادرة على على عرض 1.07 مليار لون بدرجات مختلفة، كما تستجيب للمسات القلم الضوئي بسلاسة وبتأخير غير ملموس أثناء الإستخدام. قدرات الشاشة تمتد حتى لمحرري الفيديوهات، العاملون في هذا المجال يستطيعون عرض أعمالهم ومعاينتها والتعديل عليها بسلاسة جيدة في العرض بفضل معدل تحديث تردده 120 هرتز، وجودة الشاشة لن تتأثر بإضاءة الشمس، السطوع البالغ 600 شمعة يحافظ على وضوحها حتى في البيئات المفتوحة.
الشاشة مناسبة لكل أنماط وأنواع الإستعمال، لم نواجه أي مشكلة أثناء تجربتنا لها، صحيح أنها أصغر من نسخة السنة الماضية، لكن هذا انعكس بالإيجاب ونتج عنه رفع دقة اللوحة.
خصائص الشاشة | Huawei MatePad Pro 11 |
النوع | OLED |
المقاس | 11″ |
الدقة | 2560 × 1600 |
معدل التحديث | 120 Hz |
كثافة البكسيلات | 274 ppi |
توجد ست مخارج صوت موزعة على جوانب الجهاز مع دعم صوت ستريو… النتيجة صوت بجودة عالية ونقاء واضح مع ترددات أقل، مشاهدة الفيديوهات والأفلام ستكون تجربة ممتعة بفضل نقاء الصورة وحتى الصوت، ونفس الأمر بالنسبة للألعاب، التأثيرات الصوتية والموسيقى الحماسية تصبح أكثر واقعية مع طريقة توزيع المخارج والقوة التي تصدر من كل جهة… حتى وان كانت وضعية مسك الجهاز أثناء اللعب تستدعي تغطية بعض المخارج فإن باقي زوايا الجهاز تفي الغرض وتؤدي دورها على أكمل وجه.
الأداء:
يختلف نوع المعالج المعتمد بالجهاز حسب منطقة التوفر، النسخة التي بين أيدينا تعمل بمعالج سنابدراجون 870 وفي مناطق أخر بسنابدراجون 888 ،بالنظر لتاريخ صدور المعالج فهو قديم نسبيا، وصدرت بعده مجموعة من الشرائح القوية والممتازة كالجيل الأول من سنابدراجون 8 و سنابدراجون 8 بلس، لكن بغض النظر عن تاريخ الإصدار، المعالج نفسه لازال يقدم أداء ممتاز تحت أشد الإستخدامات والمهام المكثفة… أثناء تجربتنا نادرا ما واجهنا تشنجات بالنظام أو تأخر بالإستجابة، وهذا راجع أيضا لخيار الرام البالغ 8 جيجا بايت مرفق بسعة تخزين 128 جيجا بايت.
لمن يرغب في تشغيل الألعاب عليها فقد قمنا بتجربة Asphalt 9 على أعلى خيار من الرسوميات والنتيجة كانت ايجابية، لايوجد أي تقطيع في الإطارات أو تشنج… هواوي أيضا عملت على الحد من مشكلة ارتفاع درجة الحرارة أثناء اللعب، هاردوير الجهاز أتاح مساحة كبيرة من غرف التبريد من الجرافيت للحفاظ على الحرارة، وهكذا ستستطيع اللعب لساعات طويلة واستخدام التابلت لساعات أكثر بنفس الكفاءة والأداء السريع ودون مشاكل.
النظام:
هواوي ميت باد برو يعمل بنظام هارموني 3 الحصري لأجهزة هواوي، الأخيرة أجرت عدة تعديلات على واجهة النظام ليناسب هوية التابلت في تعدد المهام والعمل في عدة نوافذ بسلاسة ودون مشاكل أو تشنجات، تجربتنا للنظام كانت إيجابية بشكل كبير، النظام ذكي ويفهم ما يريده المستخدم لذا دائما يقدم أنماط مختلفة من تقسيمات الشاشة لعرض المعلومات والرسوميات المرادة بالطريقة المناسبة لك، يمكن الأن تقسيم الشاشة إلى أربع نوافذ منفصلة، كما يمكن الإستفادة من خاصية النوافذ العائمة لمشاهدة الفيديوهات على سبيل المثال والعمل على تطبيقات أخرى منفصلة دون أي تشتت، النظام كذلك أعاد تصميم الصفحة الرئيسية تضم التطبيقات المفتوحة بكثرة من طرف المستخدم ليدخلها بلمسة واحدة، ذكاء النظام يستمر ليصنف التطبيقات ويعيد تموضعها في الصفحة حسب لون الأيقونة أو دور التطبيق. وعلى هذا المنوال الملحقات أو ما يعرف بالـWidegets هي الأخرى حظيت بحصتها من التحسينات، وجدنا مجموعة من الملحقات المفيدة لإحتياجات المستخدم، طريقة العرض والنوافذ الخاصة بها هي الأخرى تطورت لتكون أكثر عصرية ومريحة للعين، مع ميزة المجموعات الجديدة التي تسمح بجمع التطبيقات والملحقات في مجموعات خاصة على حده.
في الأخير لابد من ذكر Super Device … اللغة الخاصة بهواوي في التواصل مع كل أجهزة الشركة بسلاسة والإستفادة من ميزة امتلاك عدة أجهزة من الشركة لتحقيق ايكو سيستم ذكي. فإن كنت تستخدم عدة أجهزة من هواوي ستكون محظوظ جدا بالإستفادة من اتصال سلس بينهم.
متجر App Gallery الخاص بهواوي أيضا تم تطويره وتعزيزه بمجموعة من التطبيقات والألعاب الأساسية لكل مستخدم، المتجر يضم جميع تطبيقات التواصل الإجتماعي وأخر مثل نيتفلكس وخرائط جوجل.
هواوي لم تقف عند هذا الحد، الأخيرة حسنت لغة التواصل والإستجابة بين النظام والجيل الثاني من قلمها الخاص M pencil، القلم أصبح أسرع من الجيل الأول بالتقليل من مدة الإستجابة أثناء الرسم والكتابة بخط اليد، التواصل بين النظام والقلم يمتد ليصل حتى لنمط تقسيم الشاشات والمهام المتعددة، على سبيل المثال … عند التعديل على صورة معينة في نافذة وتريد تطبيق عليها نمط ألوان خاص بصورة موجودة بالنافذة الثانية، لمسة واحدة كافية لتنقل نمط الألوان، ونفس الأمر لنسخ ولصق النصوص والصور، بإيماءات بسيطة بالقلم يمكن نقل المعلومات من نافذة لأخرى.
الكاميرا:
قبل التعمق بالأرقام وتفاصيل وحدة الكاميرات المضمنة في التابلت، يجب الإتفاق أن مستخدمي الأجهزة اللوحية عامة وبنسبة مرتفعة نادرا ما يحتاجون الكاميرا الخلفية، بالمقابل الكاميرا الأمامية تكون أولى وأحق بالدقة الأعلى لأن المستخدم يحتاجها في اجراء المكالمات المرئية والإجتماعات عبر النت. هواوي في هذا الجانب قررت الموازنة وعدم تفضيل جهة عن الأخرى، فأدرجت كاميرا خلفية رئيسية بدقة 13 ميجا بكسل بفتحة F 1.8، وكاميرا ثانية بدقة 8 ميجا بكسل بفتحة F 2.2 للصور ذات الزاوية الواسعة، وبالأمام كاميرا السيلفي تبلغ دقتها 16 ميجا بكسل بفتحة F 2.2.
في الجيل السابق من السلسلة تواجدت عدسة TOF 3D لحساب العمق، تخلت هواوي عنها في هذا الجيل، أمر يمكن تجاوزه وغض النظر عنه لعدم اهتمام محبي التصوير باقتناء هذا النوع من الأجهزة.
الكاميرا الخلفية تستطيع أيضا تسجيل فيديو 4K بتردد 30 اطار في الثانية.
ما يمكن القول عن الكاميرات أنها جيدة بالنسبة لمستخدم جهاز لوحي، الكاميرات لن تعدك بصور بدقة عالية وألوان حقيقة ساطعة، وهذا متوقع من جهاز لوحي، لكن ستعدك بمكالمات مرئية واضحة، إيصال الصورة بأحسن جودة، وميكروفونات تستقطب الصوت بنقاء للطرف الثاني بفضل عزل الضوضاء بالإستعانة بالذكاء الإصطناعي، ولو أننا كنا نتمنى عدسة الترا وايد واسعة في الأمام كما هو الحال مع جالكسي تاب اس 8 الترا، ليتمكن المستخدم من الإختيار بين النمط الفردي والجماعي.
الاتصال:
التابلت كأغلب الأجهزة اللوحية الأخرى يأتي بنسختين، نسخة داعمة فقط للواي فاي تدعم اتصال بلوتوث 5.2، ونسخة أخرى LTE تدعم شريحة الإتصال واتصال بلوتوث 5.1.
البطارية والشحن:
تبلغ سعة البطارية في التابلت 8300 ميلي امبير بعد أن كانت بسعة 10050 ميلي امبير في اصدار السنة الماضية ،ومع ذلك حسب تجربتنا وبعيدا عن الأرقام التسويقية فإن الجهاز نجح في الصمود لما يقارب الثماني ساعات من الإستخدام المتواصل مع شاشة شغالة على أكثر من تطبيق ولعبة، هذه المدة من وجهة نظرنا جيدة وتترجم لأكثر من يوم عند استخدام الجهاز فقط عند الحاجة في مشاهدة الفيديوهات أو العمل على مشروع معين.
البطارية تدعم أيضا الشحن السريع بقدرة 66 وات، لكن الشاحن المدرج بالعلبة قدرته لاتتجاوز 40 وات، والتي هي بالواقع أسرع من بعض المنافسين، وبالنظر للأجهزة الحديثة التي تأتي بدون شاحن بالعلبة، فنقطة كهذه تحسب لصالح هواوي.
التوفر والسعر:
سعر هواوي ميت باد برو نسخة 8 جيجا بايت رام وذاكرة تخزين 128 جيجا بايت خيار الواي فاي تبلغ 2299 ريال قطري، أي ما يقارب 630 دولار أمريكي، السعر يختلف حسب مناطق التوفر وخيار الرام وذاكرة التخزين ونسخة الواي فاي أو LTE. يمكنكم طلب المنتج من الرابط الموجود أسفله في الوصف للحصول عليه عند التوفر.
الجهاز يوفر مجموعة من الأكسسوارات الإضافية لعل أبرزها لوحة المفاتيح، الأخيرة يتم توصيلها عن طريق البلوتوث لتستطيع الكتابة عن طريقها بسرعة عن بعد دون الحاجة أن تكون متصلة فيزيائيا بالتابلت، يوجد أيضا غشاء جلدي مع مكان خاص لوضع القلم ولوحة المفاتيح، كل هذا يمكنك طلبه مع التابلت لكن طبعا ستضطر لدفع ثمن كل قطعة على حده.
أعجبنا:
تصميم جذاب وفخم
شاشة ممتازة ومتكاملة
أداء قوي
نظام تشغيل ذكي ومطور للمهام المتعددة
تظام تبريد للحفاظ على درجة حرارة الجهاز
دعم القلم
سبيكر قوي
وجود شاحن سريع داخل العلبة
سعر أقل من المنافسين
لم يعجبنا:
لاوجود لمدخل سماعات 3.5 ملم
لا وجود لعدسة واسعة بالأمام
عدم وجود لعدسة حساب العمق بعدما كانت موجودة بالإصدار السابق
القلم الضوئي غير موجود داخل العلبة
بطارية بسعة أقل من الإصدار السابق
رأي رقمي
هواوي ميت باد برو هو ذلك الجهاز المتكامل والذي يقدم كل ما يحتاجه المستخدم دون أي افراط بالمواصفات الخرافية والأرقام التسويقية، شاشة اوليد ممتازة لمشاهدة الأفلام وعرض المحتوى، أداء قوي للمهام المتعددة والعمل على المشاريع ممزوج بنظام ذكي من الشركة يفهم توجهات المستخدم مع بطارية تصمد معك لساعات طويلة، صحيح أن اصدار 2021 كان بأرقام أعلى على مستوى سعة البطارية والشاشة