عيش حياة القطط هي حلم كل شخص يملك واحد بالمنزل، فبينما أنت تدرس وتعمل لبناء مستقبل باهر، هناك قط مستلقي في ركن المنزل يصله الطعام كل يوم وأكثر طموحاته هي اصطياد الطيور المحلقة فوق السطح، مع لعبة Stray يمكنك عيش هذا الحلم نسبيا … لكن لن تكون مجرد قط مدلل… بل مغامر يكتشف عالم مليء بالعجائب … هذه مراجعتنا الكاملة للعبة Stray…أهلا في أبتكار
مراجعة لعبة Stray
للوهلة الأولى، لعبة بطلها الرئيسي قط كلاسيكي بسيط قد تبدوا فكرة سخيفة ومملة، خاصة أنه لايحمل أي قوى خارقة أو قدرات شاذة عن الطبيعة، مجرد حيوان أليف ولطيف يبدأ القصة باللعب مع رفقائه القطط… ما المثير للإهتمام؟ لكن ذكاء استديوهات BlueTwelve المطورة للعبة جعل من بساطتها نقطة قوة تميزها عن كل ألعاب ذات منظور الشخص الثالث، عن طريق نسج قصة محكمة بأحداث ممتعة ومتسلسلة جعلت رحلة القط تبدأ في غابة مفعمة بالأمل والحيوية والحياة السعيدة، وتنتهي في مدينة غامضة يكتشف فيا عالم مغاير تماما عن ما اعتاده في الغابة مع أقرانه القطط، هذه الإثارة و التسلسل في الأحداث يجعل اللاعب لايستمتع فقط باللعب، بل حتى بسيناريو مثير معزز بمشاهد سينمائية وقصة مؤثرة على طريقة أفلام Pixar القديمة.
أول مشهد ستفتتح به اللعبة سيكون في ما يشبه مأوى خاص بالقطط، ثم ستنطلق بعدها في أحضان الغابة مع الجماعة لتكتشف الأدغال، تقديم ذكي من الشركة لتجربة ما يمكن للقط فعله وتتأقلم مع وسائل التحكم … يمكنك القفز، الإنحناء، اللعب مع القطط الأخرى، أخذ وضعية رؤية الشخص الأول في حال أردت نظرة عامة لبيئة اللعب، يوجد كذلك زر خاص بالمواء لن تتوقف عن استعماله طوال اللعبة، لكن في نفس الوقت ستدرك خطورته مع التقدم وتجنب استعماله في بعض المواقف … بعد وقت ليس بطويل من التجول بالغابة، ستصطدم بحادث سقوط مؤلم يعزلك عن أصدقائك و يغير مسار اللعبة من عالم كله فراشات وآمل لمدينة الموت المظلمة، من الوهلة الأولى تبدوا أن كل من يسكنها مات وسيطر عليها الرجال الآليين … وهنا تبدأ المغامرة…
ظلام يسود المدينة، خفافيش تفرفر في كل مكان، نفايات مرمية في الجوانب، وكائنات غريبة بعضها ميت وبعضها يحوم في الأرجاء… جميع المقومات لخلق مدينة مرعبة لقط أليف مسكين، سيبدأ الأخير باستكشاف المنطقة بأطراف لازالت متأثرة من حادث السقوط مع حذر تام من أي خطر مرتقب … وسينطلق بعدها بالانغماس في جو اللعبة الحقيقي المليء بالألغاز والإثارة، في طريقه لإستكشاف المنطقة وجب الإنتباه للإشارات والتلميحات الموجودة بالمدينة لكي تقودك لمكان المهمة، لا تنسى استخدام زر المواء لأنه سيساعدك في الوصول لهدفك … انتبه للعناصر والعلب المرمية في الأرض، فهي ليست عشوائية، بل تلعب دور مهم في حل الالغاز التي تواجهك، وتعتبر من الأمور الجميلة في اللعبة، ادماج العناصر الخارجية في القصة وتحديد طريق البطل يساعد على التفكير وخلق جو أكثر تشويق، ستواجه أيضا شاشات كمبيوتر تعطيك نصائح ومعلومات تحتاجها. من الأمور الأخرى المشوقة التي تكسر روتين استكشاف المدينة وجمع العناصر هي التحديات المميتة التي تواجهك من فترة لأخرى، تحديات تحدد مصيرك في اللعبة … اما العيش واستكمال طريقك أو الموت المحقق، ستواجه أيضا لمجموعة من جولات الباركور الحماسية والخطيرة عليك الإنتباه فيها عند القفز بحذر من سطح لسطح والمشي فوق الجسور الضيقة، كل هذه الأمور تساعد على كسر النمطية وتنويع أنماط Gameplay اللعبة.
بعد استغراق مدة طويلة في اللعبة ستجد أن خيارات التحكم ليست مقتصرة على القفز فوق السطوح والمشي في الإتجاهات الأربعة، واقعية اللعبة تكمن في حرية القيام بكل ماتفعله قطتك في المنزل، يمكنك الإستلقاء على الفراش، تنظيف الأظافر وشحذها في الأسطح الخشنة، وعند التعب من مطاردة مهمتك، يمكنك التجول بكل اريحية وعيش حياة قط عادي، ولما لا العثور على أماكن هادئة للالتفاف وأخذ قيلولة والسماح للكاميرا بالانسحاب ومنحك لحظة للاستمتاع بمشهد منظم معزز بموسيقى هادئة. واقعية اللعبة تظهر كذلك في تصرفات القط الغبية والعفوية الفوضوية من لحظة لأخرى.
حسنا لا تكن قط كسول … بعد الإستراحة القصيرة عد لنظام المهمات، مهمتك الأولى ستكون انقاذ B-12، مساعدك الآلي وآنيسك في المغامرات المقبلة، انقاذه سيكون فوز كبير وخطوة مهمة في هدفك الرئيسي بالخروج من هذا المكان، ستربطه بالقط علاقة صداقة قوية تجعله يقدم له يد المساعدة في انجاز المهام وحل الألغاز لإكتشاف سر هذه المدينة الغريبة سويا….
تكلمنا بما فيه الكفاية عن رحلتنا داخل Stray وآنطباعنا الأول عنها، الأن دعونا نحلل اللعبة ونتعرف على أسباب نجاحها وشعبيتها الكبيرة في ساعات قليلة من نزولها. في رأينا نجاح اللعبة لهذا الحد راجع لأربع ركائز مهمة اهتمت بها الشركة ونجحت بتطبيقها :
أولا : البساطة والواقعية … كما ذكرنا سابقا بطل اللعبة مجرد قط عادي، الشركة نجحت في تمثيل شخصية القط البسيط بطريقة أكثر من رائعة، يكفي فقط ملاحظة تصرفات قط حقيقي ومقارنتها بأفعال بطل القصة وستفهم عما نتحدث، تظهر هذه التفاصيل بوضوح في ردة فعل القط من أي حركة مفاجئة حينما يتخذ وضعية الخطر والحماية، وتظهر أيضا في تصرفاته الغبية والعفوية من فترة لأخرى…. وتتكامل مع بساطة اللعبة الواقعية في المهام، أغلب المهمات المطلوبة من القط يتم تنفيذها بأساليب وأفكار منطقية لاتخرج عن غلاف البساطة … حتى عند مواجهته لكائنات قاتلة من حين لأخر، يتم تجاوز المخاطر بالفرار كأي حيوان آليف حقيقي بدل المقاتلة وخلق جو أكشن بتشويق زائف على حساب منطقية اللعبة.
ثانيا : القصة والشخصيات … عبرنا عن اعجابنا بشكل واضح بقصة اللعبة في البداية، ومع استمرارنا في اللعب تضاعف هذا الإعجاب، اللعبة عبارة عن قصة مشوقة مليئة بالأحداث الدرامية والأبعاد الإجتماعية، داخل اللعبة ستجد مجموعة من الرسائل الباطنة التي تحاول الشركة ايصالها، انعكاسات الرأسمالية على المجتمع، فساد الأنظمة، تجسيد الطبقية والعبودية … ورسائل توعية أخرى … وكل هذا مع مشاهد وحوارات مضحكة وطريفة من فترة لأخرى تكسر الروتين وجو اللعبة المرعبة، حتى الشخصيات الآلية كان لها دور كبير في نجاح القصة، كل آلي لديه اسم خاص مع أفعال وحوارات مختلفة ومستقلة مع بصمة خاصة، كان لعدة شخصيات قصص مؤثرة ستبقى عالقة في ذهن كل لاعب، يبقى مشهد النهاية في الأخير حينما يخرج القط أخيرا من مدينة الموت جميل ومقبول ولكن لو التقى بإصدقائه القدامى مع مشهد سينمائي مؤثر لو كانت النهاية أفضل بكثير.
ثالثا : الجرافيك … رسوميات لعبة Stray فاقت الحدود، من تفاصيل القطة وتحركاتها حتى بيئات اللعب، الجانب الفني والمرئي للعبة من الواضح ان الشركة ركزت عليه بنفس درجة القصة المحكمة، نمط الألوان المتوازن في كل بيئة وأضواء اللافتات وتصميم بعض المناطق والأزقة بتنوعها جعلت المدينة تبدوا جميلة بغض النظر عن هويتها المرعبة.
رابعا : تجربة المستخدم … Stray في الأصل هي لعبة ذكاء وألغاز، وكقط وحيد داخل مدينة كلها ألغاز من الصعب حل كل التحديات والوصول للأهداف، لذا تجربة المستخدم في اللعبة تعمل على مساعدة اللاعب بمجموعة من التلميحات والإضافات والتحديثات في الجرافيك وبيئة اللعب، اللعبة تستخدم الألوان والإضاءة لإرشادك للمكان الصحيح مع توظيف صحيح للصوتيات، اضافة إلى هذا توجد بعض الإختصارات في وحدة التحكم تساعد على تذكر المهمة واستكاملها.
في الأخير يمكن القول أن لعبة Stray واحدة من أفضل الألعاب المتكاملة الصادرة في السنوات الأخيرة، بالنسبة لمحبي القطط، يمكن اعتبار اللعبة هدية تقدير لهم يمكنهم الإستمتاع بها وقضاء الوقت باللعب مع حيوانهم المفضل، اما لمن لايحبون هذه الحيوانات الآليفة أو يفضلون أكثر الكلاب فقصة اللعبة وكمالها سيجبرهم على ادمانها ومتابعة لعبها حتى النهاية … لهذه الدرجة اللعبة ممتعة.
لمن يتساءلون عن متطلبات التشغيل على أجهزة الكمبيوتر، فقد حاولنا تجربة اللعبة على جهاز غير موجه للألعاب بمعالج Core i5 الجيل الثامن، ورام 8 جيجا بايت من نوع DDR3 وكارت جرافيك intel جد متواضعة … النتيجة كانت مخيبة للأمال بعدة مشاكل في عرض اللعبة وتشنجات كثيرة، لكن بعد الدخول للإعدادات وتقليل جودة الجرافيك فقد تمكنت اللعبة من التشغيل بنجاح مع تقطيع في الإطارات، هذا مع التضحية طبعا بجودة الرسوميات العالية، لذا فيفضل تشغيل لعبة Stray اما على البلاي ستايشن أو على جهاز PC مخصص للألعاب.
كانت هذه مراجعتنا الكاملة للعبة Stray، اللعبة متاحة على بلاي ستيشن 4 و 5 ومتاحة كذلك على أجهزة PC، ما رأيك انت في اللعبة؟ شاركنا رأيك أسفل في مكان التعليقات، نلتقي في الحلقة القادمة من ابتكار … إلى اللقاء!!